• من نحن
  • النشرة البريدية
  • اتصل بنا
  • سياسة الخصوصية
  • الرئيسية
  • التقديرات
  • الإنذار المبكر
  • البرامج
    • الدراسات الإفريقية
    • الدراسات الفلسطينية- الإسرائيلية
    • الدراسات التركية
    • الدراسات الإيرانية
    • الدراسات الأذربيجانية
    • الاستراتيجيات والتخطيط
    • الإرهاب والتطرف
    • الطاقة
    • الذكاء الاصطناعي
    • الأمن السيبراني
    • التغير المناخي
    • السياسات العامة
  • المرصد
  • الإصدارات
  • الفعاليات
    • التدريب
    • ورش العمل
    • ندوات
  • نافذة مسارات
    • أخبار المركز
    • المركز في الإعلام
    • مقالات الرأي
    • انفوجراف
    • فيديوجراف
  • العربية

لا توجد منتجات في سلة المشتريات.

No Result
View All Result
مركز مسارات
الرئيسية الإنذار المبكر

تصعيد ممنهج: هل تُعد المناورات العسكرية الصينية مؤشرًا على استعداد حقيقي لغزو تايوان؟

هشام قدري أحمد بواسطة هشام قدري أحمد
يوليو 7, 2025
في الإنذار المبكر
1
0
مشاركة
93
مشاهدة
Share on FacebookShare on Twitter
تشهد منطقة مضيق تايوان تصعيدًا متسارعًا في التوترات بين الصين وتايوان، في ظل تمسك بكين بمطالبها السيادية تجاه الجزيرة، وتكرار تأكيدها على خيار “إعادة التوحيد”، بما في ذلك استخدام القوة العسكرية إذا لزم الأمر، ويبرز هذا التصعيد بشكل خاص في سلسلة من المناورات العسكرية الواسعة التي تُجريها الصين مؤخرًا قرب المضيق، كان أحدثها في أبريل 2025، تحت مسمى “رعد المضيق 2025″، والتي شملت محاكاة لحصار تايوان وتوجيه ضربات دقيقة إلى منشآت استراتيجية.
تؤشر هذه الأنشطة، بحسب تقديرات مراقبين، إلى تحول نوعي في جاهزية الجيش الصيني، وسعيه لاختبار قدراته العملياتية المشتركة، مع توجيه رسائل ردع واضحة لكل من الولايات المتحدة وحكومة تايبيه. وفي هذا السياق، يرصد هذا التقرير أبرز المؤشرات التي قد تُنذر بتحول محتمل نحو خيار الغزو أو الحصار، مع استعراض الدوافع الصينية نحو خيار الغزو، وصولًا إلى السيناريوهات المحتملة.

مؤشرات التهديد الراهنة:

تشير المعطيات الميدانية والدلائل السياسية الأخيرة إلى تصاعد ملموس في مستوى التهديد الصيني تجاه تايوان، ومن أبرز المؤشرات الراهنة لذلك:
  1. مناورات عسكرية غير مسبوقة تحاكي الغزو: أجرت الصين سلسلة مناورات واسعة النطاق بمشاركة مختلف أفرع الجيش، تضمنت محاكاة عمليات حصار جوي وبحري لتايوان، وضربات على أهداف برية وبحرية في محيطها، كما لم تعد هذه المناورات استعراضًا روتينيًا للقوة، بل اتخذت طابع التدريب القتالي الواقعي الذي يختبر خطط الغزو في ظروف قتال فعلية. على سبيل المثال، في مناورات أبريل الماضي «رعد المضيق 2025» شاركت 76 طائرة مقاتلة و21 قطعة بحرية بينها حاملة طائرات اقتربت إلى مسافة غير مسبوقة من الساحل التايواني، مما دفع مراقبين لوصفها بأنها أقرب ما تكون إلى “عملية ما قبل الغزو”.
  2. تكثيف عمليات التوغل والاستفزاز اليومي: ضاعفت بكين معدلات اختراقها للمجالين الجوي والبحري لتايوان، فخلال عام 2024 تجاوز عدد التوغلات الجوية الصينية في منطقة الدفاع التايوانية 3,000 طلعة، ضمن تكتيكات حرب المنطقة الرمادية التي تستنزف الخصم دون الوصول لحرب شاملة، وتزامن ذلك مع زيادة هائلة في دوريات السفن الحربية الصينية بمحيط تايوان؛ إذ ارتفعت عدد السفن الصينية حول الجزيرة من 218 سفينة في أوائل 2023 إلى 305 في أوائل 2024 ثم إلى 419 سفينة في أول شهرين من 2025، وهي وتيرة غير معتادة تؤكد جدية الصين في تطويق الجزيرة واستعدادها العسكري المتنامي.
  3. تطور القدرات الهجومية وخطط الغزو: عملت الصين على تعزيز جاهزيتها اللوجستية لغزو برمائي محتمل، فقد أدخلت الخدمة منصات إنزال متخصصة «صنادل شوكياو» لنقل الدبابات والآليات الثقيلة مباشرة إلى الشواطئ غير المهيأة، وتم رصد نماذج من هذه المنصات قيد الاختبار في أوائل 2025 وهي تُجري محاكاة للإنزال على سواحل مشابهة لساحل تايوان، كما لوحظ تحول نوعي في طبيعة التدريبات الصينية هذا العام، حيث باتت تبدأ من مستوى تكتيكي متقدم بدلًا من السيناريوهات البسيطة التصاعدية التي اعتادت عليها سابقًا، مما يشير إلى نضوج خطط الغزو واستعداد الجيش الصيني لخوض عملية حقيقية.
  4. تصعيد خطاب الحرب والدعاية الرسمية: صعدت بكين لهجتها العدائية تجاه القيادة التايوانية الحالية، فمنذ انتخاب الرئيس «ويليام لاي» في يناير 2024، وصفته الصين بأنه “انفصالي ومحرض على الحرب” وأطلقت بحقه حملة دعائية شرسة تضمنت تشبيهه بهتلر وتصويره برسوم كاريكاتيرية مهينة، ويعكس هذا الخطاب الدعائي قلقًا صينيًا عميقًا من توجهات القيادة التايوانية الجديدة الأكثر تحديًا لبكين. وتزامن التشهير الإعلامي مع رسائل رسمية تهدد باستخدام القوة؛ إذ حذرت بكين أن دعم واشنطن لتايوان “لن يؤدي إلا إلى أن تحرق أميركا نفسها”، مؤكدة استعدادها لاتخاذ “كل الإجراءات اللازمة” للدفاع عن مبدأ الصين الواحدة، وهذه النبرة العدوانية غير المسبوقة مؤشر سياسي خطير على أن الصين ترفع مستوى الترهيب النفسي والشرعية الداخلية لأي تحرك عسكري.
  5. أنشطة استخبارية وحرب خفية: داخل تايوان نفسها، تكشف التقارير الأمنية عن ارتفاع عمليات التجسس والتغلغل الصيني، فقد ضبطت الأجهزة التايوانية خلال العام الماضي عدة شبكات عملاء صينيين في مواقع حساسة بالجيش والحكومة، مما يدل على أن المواجهة بدأت فعليًا بوجهها الخفي. بالتوازي، تستمر الصين في حرب إلكترونية وحملات قرصنة تستهدف بنى تحتية ومؤسسات تايوانية بشكل منتظم، ضمن جهود إضعاف الجزيرة تمهيدًا لأي عمل عدائي مباشر.

دوافع الصين نحو خيار الغزو:

تستند الحسابات الصينية بشأن تايوان إلى جملة اعتبارات استراتيجية وقومية تدفعها نحو الخيار العسكري، أبرزها:
  1. أولوية وحدة التراب الوطني وهيبة النظام: تعتبر بكين إعادة توحيد تايوان جزءًا لا يتجزأ من مشروع النهضة الصينية الكبرى، وترى فيه استحقاقًا تاريخيًا لا يمكن التراجع عنه، وقد أكد الرئيس «شي جين بينغ» مرارًا أن لا أحد يمكنه منع إعادة التوحيد، ولم يستبعد استخدام القوة لتحقيق ذلك، وهذا الالتزام الأيديولوجي يغذيه أيضًا حرص الحزب الشيوعي على شرعيته الداخلية أمام المد القومي المتنامي؛ إذ سيُنظر لاستعادة تايوان كإنجاز قومي يعزز قبضة شي والحزب على السلطة.
  2. مخاوف من نزعة استقلال تايوانية متصاعدة: تبدي القيادة الصينية قلقًا خاصًا من توجهات الإدارة التايوانية الحالية، فالرئيس «لاي تشينغ تي» يُعد في نظرها صاحب موقف أكثر جرأة تجاه الاستقلال مقارنة بسلفه، وقد اتخذ «لاي» خطوات دفاعية داخلية مثل استراتيجيات لتعزيز الصمود ورفع الجاهزية ضد الغزو والتسلل الصيني، والتي تُفسرها بكين كإجراءات لفصل تايوان منهجيًا عن الصين، وهذا المعطى يزيد استشعار الصين بضرورة التحرك قبل فوات الأوان؛ فهي تخشى أن يترسخ الأمر الواقع الانفصالي مع مرور الوقت أو عبر استفتاء شعبي، مما سيدفعها للتعجيل بخيار القوة لإحباط أي محاولة رسمية لإعلان الاستقلال.
  3. اغتنام فرصة تراجع الردع الأمريكي: تنظر بكين بريبة إلى التزام واشنطن تجاه الدفاع عن تايوان، خاصة في ضوء أحداث عالمية حديثة، فقد أدى الانسحاب الأمريكي الفوضوي من أفغانستان (2021) إلى اهتزاز ثقة حلفاء واشنطن وشجع الصين على الاعتقاد بأن الإرادة الأمريكية في خوض حرب كبرى للدفاع عن تايوان محل شك، كذلك رصدت بكين ما اعتبرته ترددًا أو انقسامًا في واشنطن حول أوكرانيا وتايوان خلال الأعوام الأخيرة، مما قد يوحي للصين بوجود “نافذة مؤاتية” للتحرك قبل أن تعيد أمريكا ترتيب أوراق الردع، وتعول بكين على فرضية مفادها أن الولايات المتحدة قد لا تتورط عسكريًا بشكل كامل أو قد تتأخر في رد الفعل، سيما إن استُدرجت في ضربة مباغتة وسريعة، لذا قد يغريها تنفيذ هجوم خاطف خلال 48 ساعة يعتمد على عنصر المفاجأة والحسم السريع، على غرار التكهنات المستقاة من درس الحرب في أوكرانيا.
  4. اعتبارات التوقيت العسكري: يرى خبراء أمريكيون أن الصين تُركز على الفترة 2024-2027 كنافذة حاسمة قد تبلغ فيها ذروة الجاهزية العسكرية مقابل انشغال أو تراخٍ غربي، فقد حذر الأدميرال الأمريكي المتقاعد «فيل ديفيدسون» من استعداد الصين لضم تايوان عسكريًا بحلول 2027، وهي رؤية أصبحت محور التحليلات الإستراتيجية الأمريكية في المحيطين الهندي والهادئ، كما أن بكين نفسها حددت أهداف تحديث جيشها بحلول 2027، ويواكب ذلك محطات سياسية مهمة مثل دورة الانتخابات التايوانية 2024 وما بعدها، قد تراها الصين توقيتًا ملائمًا للتحرك. بمعنى آخر، يشعر المخططون الصينيون بأن الوقت قد يعمل لصالحهم عسكريًا الآن، لكن قد ينقلب ضدهم إذا تأخروا كثيرًا، خصوصًا مع تسارع تسليح تايوان وتعميق شراكاتها الأمنية مع واشنطن وطوكيو.
  5. الموقع الجيواستراتيجي والاقتصادي لتايوان: تدرك الصين أن السيطرة على تايوان ستكسر ما تبقى من سلسلة الحصار الأمريكية (سلسلة الجزر الأولى) المفروضة حولها، وتفتح لها أبواب المحيط الهادئ على مصراعيها، مما يعزز نفوذها الإقليمي بشكل غير مسبوق، أضف إلى ذلك ما تمثله تايوان من كنز تكنولوجي وصناعي (خاصة شركة TSMC العملاقة لإنتاج أشباه الموصلات التي تتوقف عليها صناعات الإلكترونيات العالمية)، وهذا يعني أن إخضاع الجزيرة سيمنح الصين مكاسب تقنية واقتصادية هائلة، ويحرم خصومها منها في الوقت نفسه، وهذه الإغراءات الإستراتيجية تُدخل في حساب بكين عند موازنة تكلفة الغزو مقابل ريعه المحتمل.
وجه المُقارنــــــــة جمهورية الصين الشعبيَّة

الصين الوطنيَّة (تايوان)

المساحة

9.000.000 كم2

36.000 كم2

عدد السكان 1.419 مليار نسمة 23 مليون نسمة
الناتج المحلي الإجمالي 18 تريليون دولار 756.59 مليار دولار
ميزانية الدفاع 245 مليار دولار 19 مليار دولار
حجم القوات النشطة 2.000.000 جندي 180.000 جندي
قوات الاحتياط 510.000 جندي 1.500.000 جندي

 

الجدول من إعداد الباحث بالاعتماد على:

World Statistics Pocketbook 2024 edition, United Nations: Department of Economic and Social Affairs, and  Global Fire Power website

عوائق وتحديات خيار الغزو:

رغم الدوافع القوية المذكورة، هناك جملة عوائق وتحديات ربما تكبح الصين عن خيار الغزو الشامل أو تؤجله، منها:
  1. الكلفة العسكرية والبشرية الباهظة: يدرك الصينيون أن غزو تايوان لن يكون نزهة سهلة، فرغم الحجم الهائل لجيش التحرير الشعبي، فإنه لم يُختبر في حرب فعلية منذ عقود، أي إخفاق كبير في ساحة المعركة قد يزعزع الثقة بقدرة الجيش ويقوض شرعية الحزب داخليًا، كما أن تايوان نفسها لديها قدرات وتجهيزات جيدة، فقواتها مسلحة جيدًا بأحدث التقنيات الغربية وتتحصن بتضاريس الجزيرة الوعرة التي تختلف تمامًا عن سهول أوكرانيا مثلًا، كما تشير تقديرات عسكرية إلى أن حربًا لغزو تايوان ستكبد جميع الأطراف خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، بل إن بعض المحاكاة تتوقع سيناريوهات كارثية كإبادة جزء كبير من الأسطول الأمريكي في المحيط الهادئ ومقتل آلاف الجنود من الجانبين في حال تدخل واشنطن، وهذه التكلفة البشرية العالية قد تجعل القيادة الصينية تتردد كثيرًا قبل إصدار قرار الحرب.
  2. ضمانات الفشل غير المقبول: حتى مع افتراض تفوق الصين عدديًا، يظل نجاح عملية إنزال برمائي واسع عبر مضيق بعرض 130 كم أمرًا معقدًا ومحفوفًا بالمتغيرات، أي تعثر في الموجة الهجومية الأولى قد يطيل أمد الحرب على نحو لا تريده بكين، كذلك لدى تايوان وحلفائها خطط دفاع متعددة الطبقات، تشمل ضربات مضادة للسفن وإنزال خسائر جسيمة بالقوات المهاجمة فور عبورها المضيق، إذ الخطر هنا أن حربًا ممتدة تستنزف الصين وتضع اقتصادها ومكانتها على المحك، وهو سيناريو كابوس لبكين ستسعى لتجنبه، كما أن احتمال فشل خاطف سيشكل ضربة قاصمة لهيبة الرئيس شي وربما لاستقرار حكم الحزب نفسه، ما يجعل القيادة الصينية حذرة جدًا من المجازفة دون ضمانات واضحة للانتصار السريع والحاسم.
  3. التداعيات الاقتصادية والعقوبات: تعتمد الصين اقتصاديًا على الأسواق الأمريكية والأوروبية لتصدير منتجاتها، أي مغامرة عسكرية قد تقود إلى عقوبات غربية شاملة شبيهة بما فُرض على روسيا، وربما أشد بحكم ثقل الصين التجاري، مما سيلحق ضررًا بالغًا بالاقتصاد الصيني ويهدد مكاسب التنمية التي حققها لعقود، كما ستتعطل إمدادات الطاقة والمواد الخام القادمة بحرًا إلى الصين في حال فرض حصار بحري عليها وهذه الحسابات الاقتصادية تشكل قيدًا جوهريًا على قرار الحرب، خاصة وأن تحقيق أهداف تحديث الاقتصاد ورفع مستوى معيشة الشعب تبقى أولوية لدى الحزب الشيوعي.
  4. قوة الردع الأمريكية والتحالفات الدولية: مع أن الصين قد تشكك في مدى استعداد واشنطن للتضحية من أجل تايوان، إلا أنها لا تستطيع استبعاد تورط عسكري أمريكي في سيناريو الغزو، الولايات المتحدة ألمحت مرارًا – عبر تصريحات رئيسها أو خطوات دعم تايوان عسكريًا – أنها لن تقف مكتوفة الأيدي، كما أعلنت اليابان صراحة أن أمن تايوان من أمنها؛ بل أدرجت في استراتيجيتها الدفاعية الجديدة أن أي مساس بتايوان يؤثر سلبًا على الأمن القومي الياباني، بل وتفيد التقارير أن طوكيو تجهّز خططًا عملياتية بالتنسيق مع واشنطن للدفاع عن تايوان إذا لزم الأمر. كذلك أستراليا وكوريا الجنوبية وغيرها من حلفاء أمريكا الإقليميين قد ينخرطون دعمًا لتايبيه في حال اندلاع نزاع واسع، وهذا يعني أن خطر نشوب حرب إقليمية/عالمية يلوح في الأفق إذا غزت الصين تايوان، ووهو تطور قد يردع القيادة الصينية بمجرده، إذ ستجد نفسها في مواجهة تحالف دولي أوسع نطاقًا وليس تايوان منفردة.
  5. الوضع الدولي وسُمعة الصين عالمياً: شهدت بكين كيف أدى الغزو الروسي لأوكرانيا إلى توحيد المعسكر الغربي ضد موسكو، فرأت فيه تحذيرًا بأن أي تحرك أحادي عنيف تجاه تايوان سيفقدها مكاسب علاقاتها مع أوروبا وربما دول آسيا الأخرى، فالصين حريصة على عدم خسارة شركائها التجاريين الرئيسيين وفي مقدمتهم الاتحاد الأوروبي، الذي قد يعتبر الصين دولة معتدية خارقة للقانون الدولي إذا هاجمت تايوان بالقوة، كما أن دول جنوب شرق آسيا المجاورة قد تشعر بتهديد مباشر يدفعها لاعتبار الصين عدوًا صريحًا، مما يهدم جهود بكين الطويلة لكسبهم عبر الدبلوماسية الاقتصادية، وهذه العزلة الدولية وما يصاحبها من تراجع صورة الصين كقوة مسؤولة يمكن أن تكون عامل كبح مهم في حسابات بكين؛ فالحزب الشيوعي لا يريد تبديد سنوات من بناء النفوذ الناعم وتحويل بلاده إلى دولة مارقة منبوذة عالميًا.

السيناريوهات المحتملة:

  1. استمرار الوضع القائم (مرجح): مواصلة بكين نهج الضغط طويل الأمد على تايوان دون الانخراط في حرب مفتوحة، عبر تكثيف المناورات والتوغلات الجوية والبحرية، إلى جانب الحرب السيبرانية والإعلامية، بهدف إبقاء الجزيرة في حالة استنزاف دائم وعزلها نفسيًا واقتصاديًا، حيث تسعى الصين إلى استنزاف الإرادة السياسية التايوانية، وربما التأثير في الداخل من خلال أطراف موالية لها، أو تقديم عروض سياسية في إطار “بلد واحد بنظامين” على أمل التوصل إلى تسوية سلمية مستقبلًا. وهذا السيناريو يُرجح حاليًا، إذ يبدو أن بكين لم تتخذ قرار الحرب بعد، وتفضل استثمار أدوات الضغط والإكراه غير المباشر، ورغم كونه الأقل تكلفة وخطورة على المدى القريب، إلا أنه يُبقي الأزمة مفتوحة وقد يتحول لاحقًا إلى تصعيد أكبر في حال تغيّرت المعادلات.
  2. سيناريو الحرب المحدودة (محتمل): في هذا السيناريو، قد تلجأ الصين إلى تصعيد عسكري محدود ضد تايوان دون خوض غزو شامل، عبر أحد مسارين رئيسيين: (ضربات جوية وصاروخية محدودة تستهدف منشآت عسكرية حساسة مثل الدفاعات الساحلية ومحطات الرادار، بهدف إضعاف القدرة الدفاعية لتايوان ودفع قيادتها نحو التفاوض، مع تجنب استهداف المدنيين لتفادي المقاومة الشعبية أو تدخل أمريكي مباشر، وغالبًا ما تُسبق هذه الضربات بعمليات سيبرانية لتعطيل الاتصالات والدفاعات – السيطرة على جزر صغيرة قريبة مثل «كينمن أو ماتسو»، في خطوة سريعة تُظهر الحزم الصيني وتختبر رد الفعل الغربي بتكلفة بشرية وسياسية منخفضة، وقد تُستخدم هذه السيطرة كورقة ضغط على تايبيه في أي مفاوضات لاحقة)، الهدف من كلا الخيارين هو تحقيق مكاسب عسكرية أو رمزية دون إشعال حرب شاملة، لكن يُخشى أن يساء تفسير التحرك من قبل واشنطن أو تايوان، مما قد يؤدي إلى دوامة تصعيد يصعب احتواؤها.
  3. سيناريو الغزو الصيني الشامل لتايوان (مستعبد): يمثل هذا السيناريو الخيار العسكري الأكثر خطورة، ويتضمن هجومًا واسع النطاق يبدأ بضربات جوية وصاروخية كثيفة لتدمير الدفاعات التايوانية وشل مراكز القيادة، يتبعها إنزال بري عبر مضيق تايوان من خلال عدة محاور، مع التركيز على السواحل الأقل تحصينًا، وتسعى الصين إلى تنفيذ عمليات “صدمة وترويع” لضرب الروح المعنوية، وتنفيذ اختراقات خلف الخطوط عبر قوات خاصة، بالتوازي مع هجمات سيبرانية مكثفة لتعطيل الاتصالات وبث الفوضى، كما تُراهن بكين على حسم المعركة سريعًا قبل تدخل أمريكي أو ياباني حاسم، وقد تستخدم صواريخ فرط صوتية لإبعاد الأساطيل المعادية عن ساحة العمليات، ومع أن نجاح الغزو سيحقق للصين مكسبًا استراتيجيًا ضخمًا بفرض أمر واقع جديد، إلا أن احتمالات الفشل والخسائر الهائلة تظل مرتفعة، ما يجعل بكين مترددة في اللجوء إليه إلا في حال انهيار الردع الأمريكي أو حصول فوضى داخلية في تايوان تبرر التدخل. يظل هذا السيناريو مطروحًا كخيار نهائي ضمن حسابات بكين، لكنه مرهون بميزان دقيق بين المخاطرة والانتصار.

خاتمة:

يمكن القول إن استمرار الوضع السياسي القائم بين طرفي مضيق تايوان يمثل الخيار الأنسب للطرفين، بالنظر إلى الكلفة الباهظة لأي خيار عسكري وما قد يترتب عليه من مخاطر تتجاوز بكثير التوقعات المحتملة، فأي محاولة لحسم قضية تايوان باستخدام القوة ستُعد عملاً عدائياً يستوجب رداً مباشراً من الولايات المتحدة، التي تحتفظ بقواعد وقوات عسكرية كبيرة في كل من اليابان وكوريا الجنوبية، حماية لمصالحها الاستراتيجية والتزاماً بتعهداتها تجاه حلفائها، وهو ما ينذر باحتمال اندلاع حرب شاملة يصعب احتواؤها.
إن تجنب الانزلاق نحو هذا السيناريو الكارثي لا يتوقف على بكين وحدها، بل يتطلب كذلك ضبطًا مدروسًا من واشنطن وحلفائها، من خلال الكف عن السياسات الاستفزازية، واحترام مبدأ “الصين الواحدة”، والانخراط الجاد في معالجة شواغل الصين الأمنية، فاختبار قضايا الأمن القومي بالنسبة إلى القوى الكبرى أمر بالغ الخطورة، وقد يقود إلى نتائج كارثية.
Tags: TSMCالأمن القوميالحرب الإعلاميةالحرب السيبرانيةالدبلوماسية الاقتصاديةالصينالصين الواحدةالمناورات العسكريةالولايات المتحدةاليابانبكينبلد واحد بنظامينتايبيهتايوانتراجع الردع الأمريكيجزيرة تايوانرعد المضيق 2025سلسلة الجزر الأولىشوكياوشي جين بينغفيل ديفيدسونكوريا الجنوبيةكينمنلاي تشينغ تيماتسومركز مساراتمركز مسارات للدراساتمركز مسارات للدراسات الاستراتيجيةمسارات للدراساتمسارات للدراسات الاستراتيجيةمضيق تايوانويليام لاي
المنشور التالي

تقارب مشروط... لماذا ترغب إيران في استعادة العلاقات مع مصر؟

Comments 1

  1. حسام حسن says:
    1 أسبوع منذ

    مقال أكثر من رائع

    رد

اترك رداً على حسام حسن إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

نشر حديثًا

الدراسات الفلسطينية- الإسرائيلية

هل تشكل حرب غزة منعطفًا في مسار تسليح إسرائيل؟

المرصد

مطرقة منتصف الليل: ما هي القاذفة الشبحية B-2 التي استُخدمت في الهجوم الأمريكي على منشآت إيران النووية؟

انفوجراف

إنفوجراف | 🇪🇬🇳🇱 فرص مصر للاستفادة من الاستراتيجية الهولندية تجاه إفريقيا

التقديرات

هل بات التطبيع بين سوريا وإسرائيل احتمالًا واقعيًا؟

مركز مسارات للدراسات الاستراتيجية

مركز مسارات للدراسات الاستراتيجية هو مركز بحثي مستقل يُعنى بإعداد التقديرات الاستراتيجية والتحليلات المعمقة للقضايا الإقليمية والدولية ذات الصلة بالأمن القومي، والسياسات العامة، والعلاقات الدولية، يضم المركز نخبة من الباحثين والخبراء المتخصصين، ويهدف إلى دعم صانع القرار برؤى موضوعية ومبنية على معطيات دقيقة، في بيئة تتسم بتعقيد وتسارع التحولات.

اتصل بنا

  • شارع الماظة الرئيسى بالتقاطع مع شارع الثورة الرئيسى - مصر الجديدة
  • 01062042059 - 01080841505
  • [email protected]

النشرة البريدية

اشترك الآن في نشرتنا البريدية:

جميع الحقوق محفوظة © 2025 – مركز مسارات للدراسات الاستراتيجية | تنفيذ ♡ Dotsmaker

No Result
View All Result
  • الرئيسية
  • التقديرات
  • الإنذار المبكر
  • البرامج
    • الدراسات الإفريقية
    • الدراسات الفلسطينية- الإسرائيلية
    • الدراسات التركية
    • الدراسات الإيرانية
    • الدراسات الأذربيجانية
    • الاستراتيجيات والتخطيط
    • الإرهاب والتطرف
    • الطاقة
    • الذكاء الاصطناعي
    • الأمن السيبراني
    • التغير المناخي
    • السياسات العامة
  • المرصد
  • الإصدارات
  • الفعاليات
    • التدريب
    • ورش العمل
    • ندوات
  • نافذة مسارات
    • أخبار المركز
    • المركز في الإعلام
    • مقالات الرأي
    • انفوجراف
    • فيديوجراف
  • العربية