أصدر مركز مسارات للدراسات الاستراتيجية العدد الثالث من سلسلته البحثية “دراسات مسارات”، وجاء بعنوان:” تعزيز الجاذبية الدولية: قراءة تحليلية لأداء دولة الكويت في المؤشر العالمي للقوة الناعمة” من إعداد الباحث هشام قدري أحمد الباحث في العلاقات الدولية.
وتتناول الدراسة تحوّلات مفهوم القوة في النظام الدولي المعاصر، وتؤكد على تصاعد أهمية القوة الناعمة كوسيلة لتعزيز مكانة الدولة، إلى جانب القوة الصلبة، وتُسلط الضوء على الأبعاد النظرية والتطبيقية للقوة الناعمة، مستعرضة تطور المفهوم من الرؤية الكلاسيكية التي صاغها جوزيف ناي، إلى التطبيقات الحديثة في السياق العالمي والعربي.
تُركز الدراسة على دولة الكويت كنموذج خليجي فاعل في مجال القوة الناعمة، مستندة إلى ترتيب الكويت في مؤشر القوة الناعمة العالمي لعام 2025، الصادر عن مؤسسة Brand Finance البريطانية، والذي أظهر تقدم الكويت إلى المرتبة الخامسة عربيًا والمرتبة 40 عالميًا بمجموع نقاط بلغ 45.3 نقطة.
وتتناول الدراسة منهجية المؤشر العالمي، وتُحلل الأداء الكويتي في مكوناته الخمسة الأساسية، مع استعراض نقاط التميز مثل السياسة الخارجية الإنسانية، والسمعة الإيجابية، والدور الإقليمي المتوازن، إلى جانب رصد التحديات المرتبطة بمجالات الإعلام، التعليم، والانفتاح الثقافي.
وتُختتم الدراسة بجملة من التوصيات الرامية إلى تعزيز الجاذبية الدولية للكويت، منها: بناء استراتيجية وطنية للقوة الناعمة، دعم التبادل الثقافي والعلمي، تطوير الرواية الإعلامية للدولة، وتوسيع شبكة الشراكات الدولية.
”دراسات مسارات” هي سلسلة غير دورية يصدرها مركز مسارات للدراسات الاستراتيجية، وتهدف إلى تقديم معالجة معمقة لقضية واحدة في كل إصدار، عبر توظيف أدوات التحليل السياسي والاستراتيجي واستشراف الاتجاهات المستقبلية المرتبطة بها. تنبثق هذه الإصدارات من قناعة المركز بأهمية إنتاج معرفة تفسيرية واستشرافية تسهم في فهم التحولات البنيوية والراهنة في البيئة الإقليمية والدولية، وتدعم عملية صناعة القرار على أسس مدروسة. تسعى “دراسات مسارات” إلى تجاوز التوصيف السطحي للأحداث، بالتركيز على تحليل السياقات الكلية، ورصد التفاعلات المؤثرة، وتقديم سيناريوهات ممكنة للمآلات المستقبلية، بما يجعلها إضافة نوعية في حقل الدراسات السياسية والاستراتيجية.